جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعيّ (704 - 772 هـ / 1305 - 1370 م) فقيه وأصولي شافعي، من علماء العربية. ولد بإسنا، وقدم القاهرة سنة 721هـ ،فانتهت إليه رياسة الشافعية. وولي الحسبة ووكالة بيت المال، ثم اعتزل الحسبة. من كتبه «المُهِمّات على الروضة» في الفقه، و«الهداية إلى أوهام الكفاية» و«الأشباه والنظائر» و«جواهر البحرين» و«طراز المحافل» فقه، و«مطالع الدقائق» فقه، و«الكوكب الدري» في استخراج المسائل الشرعية من القواعد النحوية، و«نهاية السول شرح منهاج الأصول» و«التمهيد» في تخريج الفروع على الأصول، و«الجواهر المضية في شرح المقدمة الرحبية» في الفرائض، و«الكلمات المهمة في مباشرة أهل الذمة» و«نهاية الراغب» في العروض، وله «طبقات الفقهاء الشافعية» . ولد جمال الدين الإسنوي في نهاية شهر ذي الحجة 704هـ، يوليو 1306م بإسنا، واسمه هو «عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر»، وقد حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم قصد القاهرة مدينة العلوم التي كانت قبلة طلاب العلم في ذلك العصر سنة 721هـ، 1321م، فأقبل على العلوم المختلفة وعُرف عنه جودة الحفظ، واهتم في بادئ الأمر باللغة العربية، حتى إنه كان لا يُعرف إلا بالنحو، وأخذ علوم اللغة عن «أبي الحسن النحوي» و«أبي حيان النحوي» الذي قال له: «لم أشيّخ أحدًا في سنك» وذلك أن عمر الإسنوي وقتئذٍ كان عشرين سنة، لكن فهمه وعقله ونبوغه تجاوز هذا العمر حتى عده بعض شيوخه عالمًا مثلهم. وقد واصل الإسنوي إقباله على العلوم الشرعية والعقلية واللغوية، وتلقى العلم عن أساطين العلوم في عصره ومنهم: «القطب السنباطي» و«الجلال القزويني» و«المجد الزنكلوني» و«التقي السبكي» حتى برع في الفقه والأصول واللغة، امتاز الإسنوي بقدرته الفائقة على تنظيم أوقاته بين العمل والتصنيف والتأليف، فلم يبلغ الإسنوي السابعة والعشرين من عمره حتى كان يجلس لتدريس التفسير بجامع أحمد بن طولون، وكان وقتها من منارات الإشعاع العلمي والفقهي في مصر، ثم تولى بعض الوظائف العامة مثل وكالة بيت المال والحسبة إلا أنه عزل نفسه عنها لخلاف وقع بينه وبين الوزير ابن قزوينة، وانتهت إليه رئاسة الشافعية في عصره، ودرّس في المدارس الكبيرة في مصر، والتي كانت تعتبر بمثابة الجامعات ومنها المدرسة الملكية والإقبغاوية والفاضلية، وكان يقضي أغلب وقته في التأليف، فأقبل عليه طلبة العلم وانتفع به العديد منهم. توفي الشيخ جمال الدين الإسنوي ليلة الأحد 18 جمادى الأولى 772هـ، 9 ديسمبر 1370م ودُفن قرب مقابر الصوفية بالقاهرة.
أسئلة الزائرين