أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس الدويني الأسنائي الشهير بـ ابن الحاجب، الفقيه المالكي والأصولي النحوي والمقرئ، (570 هـ - 646 هـ / 1174م 1249م).
هو الشيخ الإمام عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس أبو عمرو ابن الحاجب الكردي الدُّويني الأصل الإسنائي المولد.
ولد سنة سبعين أو إحدى وسبعين وخمسمائة (570 أو 571هـ، الموافق 1174 أو 1175م في إسنا في صعيد مصر وكان أبوه جنديًا كرديًا، حاجبًا للأمير عز الدين موسك الصلاحي -وهو ابن خال السلطان صلاح الدين الأيوبي- قدم به أبوه إلى القاهرة فحفظ القرآن وبدأ الاشتغال بالعلم في صغره.
كان الشيخ فقيهًا فاضلا مفتيًا مناظرًا مبرزًا في عدة علوم مُتبحرًا فيها مع ثقة ودين وورع وتواضع واحتمال دون تكلف، وكان من أذكياء العالم، ضرب به المثل في حِدَّة الذِّهن وحسن التصور وكان رأسًا في علوم كثيرة منها: الأصول والفروع والعربية والتصريف والعروض والتفسير. وكان ابن الحاجب علامة زمانه ورئيس أقرانه استخرج ما كَمُنَ من درر الفهم ومزج نحو الألفاظ بنحو المعاني، وأسس قواعد تلك المباني وتفقه حتى ساد أهل عصره وكان من أنجم الهداية.
وقد استوطن مصر ثم استوطن الشام ودرس بجامعها في الزاوية النورية المالكية ثم رجع إلى مصر مع العز بن عبد السلام فاستوطنها سنة 638هـ وذلك بعد أن أخرجهما والي دمشق لإنكارهما عليه أمورًا قام بها، وتصدر بالمدرسة الفاضلية بالموضع الذي كان يُدرِّس فيه الشاطبي وقصده الطلبة ثم توجه إلى الإسكندرية ليقيم بها فلم تطل مدته هناك، وقد نهل الفضلاء من علمه الزاخر وهو في كل ذلك على حال عدالة وفي منصب جلالة وصنف التصانيف المفيدة وخالف النحاة في مسائل دقيقة، وأورد عليهم إشكالات، وإلزامات مفحمة تعز الإجابة عنها.
وكان الشيخ ذا قدرة عجيبة على الاختصار حتى إنه كان يضن بالفاء أو الواو إذا كانت زائدة يتم المعنى بدونها وقد يختصر الخطبة التي تكون أول التصنيف بل قد يكتفي بالبسملة ويشرع في ذكر ذلك العلم الذي قصده. وله القدرة على إدراج المسائل الكثيرة في الألفاظ القليلة. ومصنفاته فيها حسن صناعة وجودة تصنيف تدل على تمكنه وحذقه وذكائه وقد رزقت القبول وطارت في الآفاق وسارت بها الركبان.
وكان ابن الحاجب وابن مالك طرفي نقيض خالفا العادة؛ لأن ابن مالك مغربي شافعي وابن الحاجب كردي مالكي ومن هنا غلط بعض الشراح للمقدمة فجعله مغربيًا لما سمع بأنه مالكي.
قال الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد: هذا الرجل تيسرت له البلاغة فتفيأ ظلها الظليل وتفجرت ينابيع الحكمة فكان خاطره ببطن المسيل، وقرب المرمى فخفف الحمل الثقيل .
توفي الشيخ في السادس والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وستمائة (26 شوال 646 هـ) الموافق 18 من فبراير سنة 1249م بالإسكندرية ضحوة النهار ودفن من يومه بباب البحر بمقبرة الشيخ الصالح بن أبي شامة وموضع ضريحه الآن في الطابق السفلي من مسجد أبي العباس المرسي.
أسئلة الزائرين