الأسبوع الثالث - المحاضرة #10 : الأدلة على وجوب التصوف 5

 

أسئلة المحاضرة 10


س1: لماذا لابد للسالك أو المريد أن يَصْحَبَ شيخًا عارفًا موصلًا لطريق الله مع وجود الكتاب والسنة؟


 


لابد من سلوك الطريق بصحبة شيخ مرشد عارف خروجًا من رعونات النفس وحماية للمريد من كل ما يمنعه من الوصول إلى الله تعالى من أنواع الجهل والغرور ودواعي الهوى الموقعة في ظلمة القلب وإطفاء النور؛ ولهذا قال ابن عطاء الله في لطائف المنن: شيخك هو الذي أخرجك من سجن الهوى ودخل بك على المولى.. شيخك هو الذي ما زال يجلو مرآة قلبك حتى تجلى فيه أنوار ربك. نهض بك إلى الله فنهضت إليه وسار بك حتى وصلت إليه ولازال محاذيًا لك حتى ألقاك بين يديه فزج بك في نور الحضرة وقال: ها أنت وربك. وقال أيضًا: إنما يكون الاقتداء بولي دلك الله عليه وأطلعك على ما أودعه من الخصوصية لديه، فطوى عنك شهود بشريته في وجود خصوصيته فألقيت إليه القياد فسلك بك سبيل الرشاد يعرِّفك برعونة نفسك ويدلك على الجمع على الله ويعلمك الفرار عما سوى الله ويسايرك في طريقك حتى تصل إلى الله.. يوقفك على إساءة نفسك ويعرفك بإحسان الله إليك؛ فيفيدك معرفة إساءة نفسك الهربَ منها وعدم الركون إليها، ويفيدك العلم بإحسان الله إليك الإقبالَ عليه والقيام بالشكر إليه والدوام على ممر الساعات بين يديه، قال: فإن قلت: فأين من هذا وصفه لقد دللتني على أغرب من عنقاء مغرب؟! فاعلم أنه لا يعوزك وجود الدالين وإنما يعوزك وجدان الصدق في طلبهم.. جد صدقا تجد رشدا، وتجد ذلك في آيتين من كتاب الله تعالى، قال الله عز وجل: ❴ أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ❵. وقال تعالى: ❴ فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ❵، فلو اضطررت إلى من يوصلك إلى الله اضطرار الظمآن إلى الماء والخائف إلى الأمن لوجدت ذلك أقرب إليك من وجود طلبك ولو اضطررت إلى الله اضطرار الأم لولدها إذا فقَدَته لوجدت الحق منك قريبًا ولك مجيبًا ولوجدت الوصول غير متعذر عليك ولتوجه الحق يتيسر ذلك عليك.


س2: لماذا يَعتمد السلوك على الذِّكْر؟


 


لا شك أن الذِّكْر يصفي القلوب ويدعو إلى اطمئنانها كما قال الله تعالى: ❴ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ❵ وكل أمرٍ أمرَ الله به في القرآن جعل له حدًّا وشرطًا ونهايةً إلا الذِّكْر؛ فإن الله تعالى لم يقيده بحد ولا شرط ولا نهاية حيث قال تعالى: ❴ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا ❵.


س3: هل يوجد تناقض بين الشريعة والحقيقة؟


 


لا يوجد تناقض بل إن الشريعة والحقيقة صِنْوَان لا يختلفان، وما خالفت الشريعة الحقيقة قط إلا في نظر جاهل، فمثل هؤلاء ليسوا من الصوفية في شيء.. وأول من يبرأ منهم الصوفية، ومن الظلم البيِّن أن يعترض بعض الناس بفعل هؤلاء الجهلة ويجعله حجة على التصوف والصوفية؛ فما التصوف إلا اتباع الكتاب والسنة وما الصوفية إلا قوم جاهدوا أنفسهم فهداهم الله ❴ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ❵.


 

أسئلة الزائرين

لإرسال سؤال أو التعليق يرجى تسجيل الدخول

أضف تعليقك