الإمام ابراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر المتوفى 1276 هـ
هو الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر إبراهيم بن محمد بن أحمد الشافعي الباجوري. وُلِدَ بمدينة الباجور سنة 1198هـ = 1784م.
نُسِبَ إلى بلدة الباجور بمديرية المنوفية فقيل له الباجوري، وبعض المراجع تسميه
البيجوري، وقد اشتهرت هذه النسبة، ولكننا نأخذ بالنسبة الصحيحة التي يؤكدها الشيخ الإمام
نفسه في مقدمة رسالته في علم التوحيد حيث قال بعد الديباجة: «يقول فقير رحمة ربه الخبير
البصير إبراهيم الباجوري ذو التقصير...».
نشأته ومراحل تعليمه:
نشأ الإمام الباجوري - رحمه الله - في كنف والده، حيث حفظ عليه القرآن الكريم،
وجوَّده عليه، وقَدِمَ إلى الأزهر لطلب العلم سنة 1212هـ، ولما احتلَّ الفرنسيون القاهرة
سنة 1213هـ ترك القاهرة إلى الجيزة فترة يسيرة، ثم عاد إليها عندما رحلت الحملة الفرنسية
سنة 1216هـ وجدَّ واجتهد وثابر في طلب العلم، وتتلمذ فيه على أعلام علماء الأزهر مثل:
الشيخ محمد الأمير الكبير الذي أجازه بجميع ما ورد في ثبته، والشيخ الإمام عبد الله
الشرقاوي شيخ الجامع الأزهر، والشيخ الإمام حسن القويسني، والسيد داود القلعاوي، لكن
أكثر تلقيه عن الشيخ الإمام حسن القويسني، والشيخ محمد الفضالي، وفي فترة وجيزة ظهرت
عليه آيات النجابة فدرَّس وألَّف في فنون عديدة، وكان يقضي وقته من أول النهار حتى
صلاة العشاء في الدراسة والإفادة والتعليم والتأليف، وإذا فرغ من هذا رتَّل القرآن
الكريم ترتيلا جميلا بصوت حسن.
تلاميذه:
تخرَّج على يد الإمام الباجوري -رحمه الله- طائفة من علماء الأزهر الأعلام،
ومن أبرزهم رفاعة الطهطاوي، الذي لازمه مدة، ودرس عليه شرح الأشموني وتفسير الجلالين.
أخلاقه:
كان يمتاز بالهَيْبَة والوقار، والحرص على كرامة العلماء.
مؤلفاته:
ألَّف الإمام الشيخ الباجوري - رحمه الله - في علوم عديدة مما يدل على سِعَةِ
أُفقه، وغزارة علمه، وتعدد ألوان ثقافته، ومن أهم كتبه:
- إجازة من الشيخ الإمام أجاز بها الشيخ عبد المنعم بن محمد السيوطي الجرجاوي
الصعيدي المالكي، المتوفى سنة 1326هـ أجازَهُ فيها بجميع مروياته وبما يسند إليه، وبخاصة
بما في سند الشيخ محمد بن محمد الأمير الكبير، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم
(515) مصطلح الحديث.
- إجازة أخرى منه إلى الشيخ أحمد بن محمد الجرجاوي، الشهير بالمعرف، كان موجودًا
سنة 1267هـ، أجازه فيها بكل ما صحَّ عنه وبخاصة ثبت الشيخ محمد الأمير الكبير وغيره،
منها نسخة خطية بخط المؤلف في دار الكتب المصرية رقم (512) مصطلح الحديث.
- إجازة ثالثة أجاز بها حسنين أحمد جلبي الشهير بالملط البوتيجي الحنفي، نسخة
بخط المجيز ومذيلة بخاتمه، منها نسخة خطية بدار الكتب رقم (468) مصطلح الحديث.
- إجازة رابعة أجاز بها عبد السلام بن عبد الرحمن الشطي الدمشقي الحنبلي، نسخة
بخط المجيز وخاتمه، بدار الكتب المصرية رقم (49) مكتبة تيمور.
- إجازة خامسة أجاز بها علي بن عوض البرديسي الجرجاوي المتوفى سنة 1280هـ، نسخة
بخط المؤلف وقد ذيلها بخاتمه، منها نسخة خطية رقم (511) مصطلح الحديث بدار الكتب المصرية.
- المسلسلات، قال في أولها بعد الديباجة: «إن عادة المحدثين أنهم يقدمون المسلسل
بالأولية وهو حديث الرحمة... قال صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا
من في الأرض يرحمكم من في السماء...» نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- حاشية على متن الجوهرة، سمَّاها (تحفة المريد على جوهرة التوحيد) لمؤلفها
برهان الدين اللقاني، المتوفى سنة 1041هـ.
- حاشية على متن السنوسية، المسماة أم البراهين، لأبي عبد الله محمد بن يوسف
السنوسي الحسيني المتوفى سنة 895هـ.
- حاشية على تحقيق (المقام على كفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام)
للفضالي المتوفى سنة 1236هـ.
- حاشية على (شرح السعد للعقائد النسفية) لعمر بن محمد النسفي، المتوفى سنة
537هـ.
- فتح القريب المجيد على شرح (بداية المريد في علم التوحيد) للشيخ محمد السباعي،
فرغ الباجوري من تأليفه سنة 1224هـ، توجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية رقم
(22954 ب)، (23050 ب).
- رسالة موجزة في علم التوحيد، مطبوعة مع مجموعة أمهات المتون.
- منح الفتاح على ضوء المصباح في النكاح، فقه شافعي.
- حاشية على التحفة الخيرية على الشنشورية، في علم الفرائض (المواريث).
- حاشية على فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب، ويسمى أيضًا القول المختار
في شرح غاية الاختصار لابن قاسم الغزي.
- حاشية على المنهج في الفقه، مات قبل أن يتمها.
- حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، لم يتمها.
- حاشية على المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية، للترمذي.
- تحفة البشر، تعليقات على مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن حجر الهيثمي،
المتوفى سنة 974هـ، توجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية رقم (13021ج).
- تعليق على الكشاف في تفسير القرآن الكريم.
- حاشية الباجوري على قصيدة البردة للبوصيري.
- حاشية على قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير.
- حاشية على متن السمرقندية في علم البيان.
- فتح الخبير اللطيف شرح نظم الترصيف في فن التصريف.
- الدرر الحسان على فتح الرحمن فيما يحصل به الإسلام والإيمان للزبيدي.
- حاشية على متن السلم في المنطق.
- حاشية على مختصر السنوسي في المنطق.
ولايته للمشيخة:
ولِّي مشيخة الأزهر في شهر شعبان سنة 1263هـ = شهر يوليو سنة 1847م، ولم يمنعه
تولي المشيخة من مباشرة التدريس مع القيام بشؤون الأزهر، ولما تقدَّمت به السِّنُّ
وتعاورته الأمراض حدثت أحداث جسيمة بالأزهر لم يستطع السيطرة عليها، وكان الحاكم في
هذا الوقت سعيد باشا يؤدي فريضة الحج، وأقام عنه نوابًا أربعة، فرأى هؤلاء النُّواب
أنه من الاحترام للإمام الشيخ الباجوري أن لا يُعيَّنوا أحدًا مكانه في المشيخة، وأن
يولُّوا أربعة وكلاء يقومون عن الشيخ الإمام الباجوري بإدارة شؤون الأزهر تحت رياسة
الشيخ مصطفى العروسي، وهؤلاء المشايخ تم اختيارهم عن طريق الانتخاب، وهم: الشيخ أحمد
كيوه العدوي المالكي، والشيخ إسماعيل الحلبي الحنفي، والشيخ خليفة الفشني الشافعي،
والشيخ مصطفى الصاوي الشافعي، واستمر الجميع قائمين مقام الشيخ الإمام الباجوري حتى
توفي.
وفاته:
توفي الإمام الشيخ الباجوري - رحمه الله - سنة 1277هـ.
أضف تعليقك