الأسبوع الثاني - المحاضرة #8 : الأدلة على وجوب التصوف 3

 

أسئلة المحاضرة 8


س1: هل الصحابة كانوا صوفية؟ وما الدليل على ذلك؟


 


التصوف هو خُلق الصحابة والتابعين والسلف الصالح الذي أمرنا بالاقتداء بهم والاهتداء بهديهم، فالتصوف إذا كان من الدين بل هو أشرف أركانه الذي هو الإحسان وكان الصحابة بالحالة التي بلغتنا عنهم تواترًا من المسارعة إلى امتثال أمر الله، كانوا بالضرورة أول داخل فيها وعامل بمقتضاها وذائق لأسرارها وثمراتها، ولهذا كانوا على غاية ما يكون من الزهد في الدنيا والمجاهدة لأنفسهم ومحبة الله ورسوله والدار الآخرة والصبر والإيثار والرضا والتسليم وغير ذلك من الأخلاق التي يحبها الله ورسوله وتوصل إلى قربهما وهي المعبَّر عنها بالتصوف والطريقة.

وكما كانوا- رضي الله عنهم- على هذه الحالة الشريفة كان أتباعهم أيضًا عليها وإن كانوا دونهم فيها، وكذلك كان أتباع الأتباع وهلم جرا إلى أن ظهرت البدع وتأخرت العمال وتنافس الناس في الدنيا وحيت النفوس بعد موتها فتأخرت بذلك أنوار القلوب وقع ما وقع في الدين وكادت الحقائق تنقلب.


س2: ما هي مراحل تطور التصوف؟ ومتى ظهر لفظ التصوف؟


 


كان ابتداء ذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة، ولم يزل ذلك يزيد سنة بعد سنة إلى أن وصل ذلك إلى حالة تخوف منها السلف الصالح على الدين، فانتدب عند ذلك العلماء لحفظ هذا الدين الشريف، فقامت طائفة منهم بحفظ مقام الإسلام وضبط فروعه وقواعده، وقامت أخرى بحفظ مقام الإيمان وضبط أصوله وقواعده على ما كان عند سلفهم الصالح، وقامت أخرى بحفظ مقام الإحسان وأعماله وأحواله، فكان من الطائفة الأولى الأئمة الأربعة وأتباعهم- رضي الله عنهم-، وكان من الطائفة الثانية الأشعري وأشياخه وأصحابه، وكان من الثالثة الجنيد وأشياخه وأصحابه، فعلى هذا ليس الجنيد هو المؤسس للطريقة لما ذكرناه من أنها بوحي إلهي؛ وإنما نسبت إليه لتصديه لحفظ قواعدها وأصولها ودعائه للعمل بذلك عندما ظهر التأخر عنها؛ ولهذا السبب نفسه نسبت العقائد للأشعري والفقه للأئمة الأربعة بالرغم من أن الجميع بوحي من الله تعالى.


 

أسئلة الزائرين

لإرسال سؤال أو التعليق يرجى تسجيل الدخول

أضف تعليقك