أسئلة المحاضرة 5


س 1: ما هي الشروط الواجب توافرها فيمن يتصدر للمشيخة؟


 


حكى العارف الشعراني في مقدمة الطبقات إجماع القوم على أنه "لا يصلح للتصدر في طريق الله سبحانه وتعالى إلا من تبحر في علم الشريعة وعلم منطوقها ومفهومها وخاصها وعامها وناسخها ومنسوخها وتبحر في لغة العرب حتى عرف مجازاتها واستعاراتها وغير ذلك".


س2: ما الحكمة من الإجماع الذي حكاه الإمام الشعراني؟ ولماذا يجب أن يكون الشيخ عالمًا بالشريعة متبحرًا فيها؟


 


الحكمة في هذا الإجماع الذي حكاه الشعراني ظاهرة؛ لأن الشخص إذا تصدر للمشيخة والإرشاد اتخذه المريدون قدوة لهم ومرجعًا يرجعون إليه في مسائل دينهم وغيرها، فإذا لم يكن متقنًا لعلم الشرع متبحرًا فيه أَضَلَّ المريدين بفتواه فأحل لهم الحرام وحرم عليهم الحلال وهو لا يشعر، وقد تَعْرِض لأحد المريدين مسألة عويصة في الطلاق أو البيوع أو الميراث ويرجع فيها إلى شيخه الذي لا يتقن الشرع فيفتيه بما تراءى له فيقع الشيخ والمريد في الخطأ والضلال وهما لا يشعران.


س3: كيف دخلت أغلب البدع والخرافات الطريق؟


 


دخلت البدع الطريق بسبب المشايخ الذين تصدروا بغير علم ونصبوا أنفسهم للإرشاد من غير أن يكونوا مستحقين لهذا المنصب الجليل، ولولا ذلك لبقي الطريق نقيًا سليمًا كحاله على عهد الجنيد وبشر الحافي والحارث بن أسد المحاسبي وأضربهم.


س4: من هم أهم العلماء الذين انضموا للتصوف؟


 


انضم إلى زمرة أهله فحول من الكبراء؛ منهم:
1- الحافظ أبو نعيم.
2- الإمام عز الدين بن عبد السلام.
3- الحافظ ابن الصلاح.
4- الإمام النووي.
5- تقي الدين السبكي.
6- تاج الدين السبكي.
7- الحافظ السيوطي وغيرهم.


س5: اذكر أهم نقول العلماء عن التصوف واستفادتهم منه؟


 


قال الشافعي: "صحبت الصوفية فاستفدت منهم كلمتين: قولهم: الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك، وقولهم: نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل". اهـ.

وتكلم أبو العباس ابن سريج في درسه مرة بكلام حسن أعجب الحاضرين فقال: "هذا ببركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد".

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري- وهو صوفي-: "إذا لم يكن للفقيه علم بأحوال القوم واصطلاحاتهم فهو فقيه جاف". وكان الإمامُ الكبير أبو المحاسن يوسف الفاسي- أحد رجال سلسلة الطريقة الصديقية- تلميذَ القطب الكبير سيدي عبد الرحمن المجذوب وعلى يديه فتح عليه وصار جامعًا بين العلم والولاية. وكذلك العلامة الإمام عبد الواحد بن عاشر الأنصاري كان تلميذًا للعارف الكبير الشيخ محمد التجيبي الشهير بابن عزيز

. قال ابن الحاج: "وغالب من يشار إليه من علماء الظاهر من له تميز وشغوف ونبوغ في الحفظ والإتقان إنما نال بمخالطة بعض العارفين

كابن سريج بمخالطة الجنيد والعز ابن عبد السلام بمخالطة أبي الحسن الشاذلي والتقي ابن العيد بمخالطة أبي العباس المرسي". اهـ. وكذلك العلامة المحقق الشيخ أحمد بن المبارك اللمطي شيخ علماء عصره كان تلميذًا للقطب الكبير سيدي عبد العزيز الدباغ الحسني ونقل عنه من المواهب والأسرار ما أثبت بعضه في كتاب "الإبريز".

وهكذا لا تجد عالمًا كبيرًا ومحققًا شهيرًا إلا دخل في طريق القوم والتمس البركة من أهلها ونال الحظوة بسبب الانتساب إليها، وهذا أمر معلوم يدركه من قرأ تراجم العلماء وتتبع سيرهم واستقصى أخبارهم، ومن لم يعرف أو لم يعتد به فهو جاهل متعنت لا اعتداد به ولا عبرة بما يقول.


 

أسئلة الزائرين

لإرسال سؤال أو التعليق يرجى تسجيل الدخول

أضف تعليقك