بما أن العلماء قد اختلفوا في تعريف التصوف، وبما أن التصوف هو المبنى الرئيس للكيان الصوفي، فباختلاف الأذواق اختلف تعريف كل منهم للصوفي.
- واختلفوا في تعريف التصوف على ما يأتي:
1- قال الإمام أبو علي الروذباري - وقد سئل عن الصوفي -: "من لبس الصوف على الصفا وأطعم الهوى ذوق الجفا وكانت الدنيا منه على القفا وسلك منهاج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم".
2- وسئل الإمام سهل بن عبد الله التستري عن الصوفي فأجاب: "من صفا عن الكدر، وامتلأ من الفكر، وانقطع إلى الله من البشر، واستوى عنده الذهب والمدر".
3- وقال العلامة الشيخ محمد مَيَّارَة في شرح المرشد المعين: "وفي اشتقاق التصوف أقوال؛ إذ حاصله اتصافٌ بالمحامد وتركٌ للأوصاف المذمومة"، وقيل: "من الصفاء".اهـ.
4- وقال العلامة أبو حفص الفاسي: "ظهر لي أنه منسوب إلى الصوف؛ لأنه في الغالب شعاره ودثاره، ولأن هذا اللفظ مشتمل على ثلاثة أحرف منقطعة من ثلاث كلمات دالة على معان ثلاثة هي أوصافه المختصة به؛ فالصاد من الصفاء، والواو من الوفاء، والفاء من الفناء".
5- قال ابن الحاج: وقد أشرت إلى ذلك في ثلاثة أبيات فقلت:

صَفَا مَنْهَلُ الصُّوفِيِّ عَنْ عِلَلِ الْهَوَى *  فَمَا شَابَ ذَاكَ الْوَرْدُ مِنْ نَّفْسِهِ حَظُّ
وَوَفَى بِعَهْدِ الْحُـبِّ إِذْ لَـمْ يَكُنْ لَـهُ  *  إِلَى غَيْرِ مَنْ يَهْوَى الْتِفَاتُ وَلاَ حَظُّ
مَحَـتْ آيَــةَ الإِظْلاَمِ شَمْسُ نَهَارِهِ  *  وَقَــدْ ذَهَبَتْ مِنْهُ الإِشَارَةُ وَاللَّفْظُ