العلامة ابن هشام النحوي المتوفى 761هـ
اسمه
هو ابن هشام الأنصاري هو أبو محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري، من أئمة النحو العربي، فاق أقرانه شهرةً وشأى من تقدمه من النحويين وأعيا من أتى بعده.
لا يشق لهُ غبار في سعة الاطلاع وحسن العبارة وجمال التعليل، صالح ورع، لزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل وتلا على ابن السراج وسمع على أبي حيان الأندلسي ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم يلازمه، ولا قرأ عليه غيره.
وحضر دروس تاج الدين التبريزي وقرأ على تاج الدين الفاكهاني شرح الإشارة له إلا الورقة الأخيرة،وحدث عن ابن جماعة بالشاطبية، وتفقه على المذهب الشافعي ثم تحنبل فحفظ مختصر الخرقي قبيل وفاته بخمس سنين.
تخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم، وتصدر لنفع الطالبين وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة، وكانت له ملكة يتمكن بها من إيصال المعلومة وتفهيم الطلبة، وكان متواضعاً دمث الخلق شديد الشفقة رقيق القلب.
مولده ونشأته
ولد العلامة الشيخ، أبو محمد عبد الله جمال الدين بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري بالقاهرة في ذي القعدة، سنة ثمان وسبعمئة من الهجرة، الموافق سنة 1309م.
ومن ثم ترعرع فيها، وشب محبًّا للعلم والعلماء، فأخذ عن الكثيرين منهم، ولازم بعضًا من الأدباء والفضلاء.
منزلته العلمية
أتقن ابن هشامِ العربية، وتخصص بالنحو وكان يملك فيه عبقرية، حتى فاق أقرانه وشيوخه ومعاصريه، وكان لكتابيه : «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، و«أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك» صدى في النفوس، ونال بهما منزلة لدى العلماء والأدباء «فاشتهر في حياته، وأقبل الناس عليه».
كان ابن هشام، يتمتع بذكاء خارق، وذاكرة قوية، حيث استطاع أن يجمع عدة علوم، وأن يبرز فيها، وهو «المتفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مسهبا وموجزا.
وما يدلنا على مدى فطنته، وقوة حافظته حتى أواخر حياته، أنه حفظ مختصر الخرقي في دون أربعة أشهر قبل موته بخمس سنين.
تدينه وخلقه
ابن هشام عالم ورِع، لم يتهم باعتقاده، ولا بتدينه، ولا بسلوكه، وهو شافعي المذهب، وتحنبل في أواخر حياته، وهذا يدل على أنه كان متعمقًا في كلا المذهبين.
صفته وأخلاقه
كان ابن هشام يمتاز بالتواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب فضلًا عن دينه، وعفته، وحسن سيرته، واستقامته، وكان إلى ذلك صبورًا في طلب العلم مداوِما عليه حتى آخر حياته، ومن شعره في الصبر:
ومن يصطبرْ للعلم يظفرْ بنيلِهِ ... ومن يخطبِ الحسناءَ يصبرْ على البذلِ
ومن لا يذل النفس في طلب العُلا ... يسيرًا يَعِشْ دهرًا طويلًا أَخَا ذُل
مصنفاته
الإعراب عن قواعد الإعراب.
الألغاز (وهو كتاب في المسائل النحوية صنفه لخزانة السلطان الكامل محمد بن العادل، طبع في مصر).
أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك.
شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب.
التذكرة (ذكر السيوطي أنه كتاب في خمسة عشر جزءاً).
التحصيل والتفصيل لكتاب التذييل والتكميل.
الجامع الصغير.
الجامع الكبير.
شرح البردة (شرح بانت سعاد).
شرح قطر الندى وبل الصدى.
شرح اللمحة لأبي حيان التوحيدي.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب مطبوع.
وفاته
توفي ابن هشام -رحمه الله تعالى- ليلة الجمعة في الخامس من ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة من الهجرة، الموافق سنة 1360 من الميلاد.
أضف تعليقك