العلامة يوسف الصفتي المالكي المتوفى بعد 1193هـ
اسمه:
هو يوسف بن سعيد بن إسماعيل الصفتي المالكيّ الأزهري.
نشأته:
لم تذكر الكتب التي ترجمت له شيئاً عن نشأته سوى أنه مصري المنشأ ، ولاشك في أنه تثقف بثقافة عصره الدينية واللغوية والأدبية كما يظهر ذلك من خلال مؤلفاته التي صنفها في النحو والصرف والفقه والوعظ كما سيأتي ، وكما يصفه الزِّركْلي بأنّه أديب وفقيه.
مشايخه:
ليس في المصادر التي بين أيدينا من ذكر شيوخا للمؤلف صراحةً إلا البغدادي في هدية العارفين حيث ذكر أنه «تلميذ الأمير»، والأمير الذي يريده البغدادي هو الأمير الكبير، بيد أن الأمير الكبير ليس من تلاميذه الشيخ يوسف بن سعيد الصفتي، بل شخص آخر اسمه: محمد الصفتي المالكي الأزهري، فقد جاء في فهرس الفهارس للكتاني «مقريء درس الشيخ الأمير الكبير وهو المعمر الشمس محمد الصفتي المالكي الأزهري، أجازني عنه الشيخ سليم البشري شيخ المالكية بالأزهر وهو عن الأمير »، والأمير الذي تلمذ له محمد الصفتي هو الشيخ الأمير، المتوفى سنة 1232هـ، والصفتي كان حيّا سنة 1193هـ، والفرق بين الاثنين شاسع، و هذا الخلط أتى من البغدادي الذي زعم أن الصفتي تلميذ الأمير، ولم يحدد لنا مَنِ الأمير المراد ؟ والأمير السنباوي مولده سنة 1154هـ، والصفتي انتهى من تأليف أحد مصنفاته سنة 1193هـ، فإما أن يكون الصفتي قرأ على الأمير وإن كان الأمير أصغر منه سناً على فرض أن الصفتي ولد قبل الأمير، فكثير من العلماء كانوا كبارا في السن، ومشايخهم أصغر سناً، فالأخفش الأوسط قرأ على سيبويه مع أنه أكبر منه سنّاً، والفرقُ بين ولادة الأمير والسَّنَةِ التي كان الصفتي فيها حيّاً ــ تسع وثلاثون سنة، والصفتي ظهرت مؤلفاته في فنون عدّة، وما أحسب أن عالما يصنف مجموعة من الكتب حتى يقرأ سنين من حياته على شيخ أو يزيد، وإما أن يكون الصفتي هو شيخ الأمير ووهم البغدادي في النقل، والثاني مستبعد ؛ لنص الكتاني السالف الذكر، وفي نص الكتاني: محمد الصفتي الأزهري المالكي، وصاحبنا يوسف بن سعيد الصفتي المالكي، ويجمع بينهما أن كليهما لقب بالصفتي، وأنهما أزهريان، ويحتمل أن يكون الصفتي الذي ذكره الكتاني هو يوسف الصفتي نفسه وسها الكتاني في النقل فأورده باسم: محمد الصفتي الأزهري المالكي .
ومما قد يقرّب أنّ الصفتي قرأ على الأمير ـ ما جاء في حاشيته على شرح ابن تركي ، حيث قال : " وضممتُ إلى ذلك فوائدَ شريفة، وزوائدَ منيفة من حاشية شيخنا العلاّمة المحقق ، والفهّامة المدقق، الشيخ محمّد الأمير"، وستظل شخصية الأمير المرادة ــ بعد كل هذه الاحتمالات التي طُرِحت ــ محاطةً بالغموض حتى نجد برهاناً قاطعاً، وكذلك الصفتي المذكور في نص الكتاني، وفي معجم المؤلفين لكحّالة عالم اسمه: محمد بن أحمد الأزهري، كان حياً قبل سنة 1292هـ، وبينه وبين وفاة الشيخ الأمير ستون عاماً، فمستبعد أن يكون تلميذ الأمير، وربما كان معمراً فأدرك الأميرَ وقرأ عليه في أواخر عمره.
وأيّاً ما يكون فإننا يمكن أن نلحظَ أن للصّفتي شيخين آخرين غير الأمير الذي وهم فيه البغدادي ــ هما : الشيخ محمد عبادة والشيخ الصبان ؛ إذ إنّ المؤلف يقول في ثنايا هذه الرسالة عن الأول:" هذا حاصل ما أفاده شيخنا الشيخ محمد عبادة ...،وشيخنا العلامة الشيخ محمد الصّبان" ، وكذلك ما نجده عن الأول في حاشيته على ابن تركي في الفقه أنه قال : " وحيث قلت : شيخنا وأطلقت فهو المراد" يقصد الشّيخ محمّد عبادة ، أو كقوله عن الصبان في هذه الرسالة : " قال شيخنا العلامة الصبان " فظهر مما سلف ذكره أنّ من مشايخه :
1 ـ الشّيخ محمد بن عبادة بن برّي العدوي المالكي ، عالم بالعربية والفقه والأصول والحديث ، من تصانيفه : حاشية على شذور الذهب ، وشرح الحكم العطائيّة، وحاشية على مولد النبي صلى الله عليه وسلم لابن حجر الهيتمي، توفي سنة 1193 هـ .
2 ــ الشّيخ أبو العرفان محمّد بن علي الصّبان، مصري الدار والمنشأ، عالم بالعربية والأدب، من تصانيفه : حاشية على شرح الأشموني على الألفية، ورسالتان في البسملة إحداهما كبرى والأخرى صغرى، وإتحاف أهل الإسلام بما يتعلّق بالمصطفى وأهل بيته الكرام ، توفي سنة 1206 هـ .
مؤلفاته :
خلّف لنا الشيخ الصفتي خمسة مؤلفات، في الفقه والنحو والوعظ، وهي على النحو الآتي:
1 ــ حاشية على شرح ابن تركي في حل ألفاظ العشماويّة ، المشهورة بحاشية الصفتي في الفقه المالكي، طبعتها دار الفكر طبعة خامسة سنة 1397/1977م، وهذه الحاشية يعرفها أكثر طلبة العلم في بلدنا ليبيا ، ويدرسها كثيرٌ من مشايخ البلد، حتى إنهم يقولون عنها في أمثالهم: " اللي ما قرأ الصّفتي ، ما يفتي "، وممن درسها لبعض طلبته شيخُنا الفاضلُ: عبد الله سليمان أبو شعالة ، فسح الله في أجله . وتقام دراسة على الشيخ الصفتي وجهوده من خلال هذه الحاشية في جامعة عمر المختار بمدينة البيضاء ـ ولا أدري أنوقشتْ أم لا ؟ - عنوانها : (( الإمام الشيخ يوسف بن سعيد المالكي من خلال كتابه: حاشية الصفتي على شرح ابن تركي على العشماوية ـ دراسة مقارنة )) للطالب: فرج المبروك آدم محمّد.
2 ــ شرح القناعة في معتل اللام إذا اتصل به واو الجماعة ، وهو شرح منظومة في الصرف، ومن الشرح نسخة في مكتبة الأزهر الشريف.
3 ــ فوائد لطيفة في ليلة القدر.
4 ــ نزهة الأرواح في بعض أوصاف الجنة دار الأفراح، طبع في مصر سنة 1277هـ.
5 ــ نزهة الطلاب فيما يتعلق بالبسملة من فن الإعراب ، وهي هذه الرسالة.
وفاته:
اختُلف في سنة وفاته، فبعضهم ذكر أنّه توفي سنة 1193هـ20 وذكر آخرون أنه توفي بعد هذه السنة ، غير أن البغدادي ذكر أنه توفي سنة 1192هـ، وهذا غير صحيح ؛ لأنّ البغداديَّ نفسَه لـمّا ذكر له كتابا باسم : نزهة الأرواح في بعض أوصاف الجنة دار الأفراح قال : إنه انتهى من الفراغ منه سنة 1193هــــ، وذَكر هذا غيرُه .
أضف تعليقك