اسمه ولقبه ونسبه
هو أبو زكريا يحيى بن الشيخ أبي يحيى شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزام الحزامي النووي.
كان هناك من يزعم أن نسبته «الحزامي» إلى الصحابي حزام بن خويلد، وقد صحح ذلك النووي نفسه، فقد ذكر أن بعض أجداده كان يزعم أنها نسبة إلى حزام أبي حكيم الصحابي، قال: «وهو غلط»
وأما لقبه: فقد لُقب بمحيي الدين، وكان يكره أن يُلقب به تواضعاً، أو لأن الدين حي ثابت دائم غير محتاج إلى من يحييه، حتى يكون حجة قائمة على من أهمله أو نبذه، قال أبو العباس الإشبيلي: وصح عنه أنه قال: لا أجعل في حل من لقبني محيي الدين.
أما أبوه فهو: شرف بن مُرِّي، كان دُكّانياً بنوى، أي كان له دُكّان يبيع فيها ويشتري، ووصفه تلميذ النووي علاء الدين بن العطار بقوله: «الشيخ الزاهد الورع ولي الله»، وقال الذهبي : «وكان شيخاً مباركاً»، ولما مات سنة 685هـ صُلّي عليه صلاة الغائب، وهذا يدل على شهرة صلاحه، وقد عاش بعد وفاة ابنه تسع سنين وقد جاوز السبعين.
يُنسب الناس إلى بلد ما ليتعرفوا به، ونسبة الإمام النووي إلى نوى عكس ذلك، فقد عرفت بلده به، فما ينطلق اسمه على أفواه علماء الفقه والحديث ولا كنيته ولقبه، وإنما تنطلق نسبته فيقولون: "النووي" أو "النواوي"، وكان هو يكتبها بخطه: «النووي».
ونوى كانت في عصر النووي قاعدة الجولان من أرض حوران من أعمال دمشق، وقد نزل "حزام" جد النووي الأعلى فيها على عادة العرب، فأقام بها وصارت له ذرية كثيرة.
مولده ونشأته
ولد الإمام النووي في نوى في العُشر الأوسط من المحرم (وقيل في العُشر الأول) سنة 631هـ، وعاش في كنف أبيه ورعايته، «وكان أبوه في دنياه مستور الحال، مباركاً له في رزقه، فنشأ النووي في ستر وخير وبقي يتعيش في الدكان لأبيه مدةً» كما يقول الذهبي.
ولما بلغ النووي من العمر سبع سنين، كان نائماً ليلة السابع والعشرين من رمضان بجانب والده، فانتبه نحو نصف الليل، يقول والده: وأيقظني، وقال : «يا أبتي، ما هذا الضوء الذي قد ملأ الدار؟» فاستيقظ أهله جميعاً فلم نرَ كلنا شيئاً، قال والده: «فعرفت أنها ليلة القدر».
ولما بلغ النووي عشر سنين جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن القرآن، وفي سنة نيف وأربعين وستمائة مرّ بقرية نوى الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى النووي وهو ابن عشر سنين، والصبيان يُكرهونه على اللعب معهم، وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم، ويقرأ القرآن في تلك الحال، يقول الشيخ ياسين: فوقع في قلبي محبته، فأتيت الذي يُقرئه القرآن فوصيته به، وقلت له : «هذا الصبي يُرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم، وينتفع الناس به»، فقال لي : «أمنجم أنت؟» فقلت : «لا، وإنما أنطقني الله بذلك»، فذكر ذلك لوالده، فحرص عليه إلى أن ختم القرآن، وقد ناهز الاحتلام.
وقد مكث النووي في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشر من عمره، ثم ارتحل إلى دمشق.
جِدّه في طلب العلم
حين استقر النووي في المدرسة الرواحية واطمأنت نفسه في مسجده أقبل على طلب العلم بكل ما يعتلج بقلبه وعقله من شغف وجد واستعداد، ولقد كان ذلك منه مضرب المثل، ومثار العجب، قال النووي : «وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض» ويقول الذهبي: «وضُرب به المثل في إكبابه على طلب العلم ليلاً ونهاراً، وهجره النوم إلا عن غلبة، وضبط أوقاته بلزوم الدرس أو الكتابة أو المطالعة أو التردد على الشيوخ».
وحكى بدر الدين بن جماعة أنه سأله عن نومه، فقال : «إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظة وأنتبه». ويقول النووي في مقدمة كتابه روضة الطالبين وعمدة المفتين: «فإن الاشتغال بالعلم من أفضل القرب وأجل الطاعات، وأهم أنواع الخير وآكد العبادات، وأولى ما أنفقت فيه نفائس الأوقات، وشمَّر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفس الزكيات، وبادر إلى الاهتمام به المسارعون إلى المكرمات، وسارع إلى التحلي به مستبقو الخيرات، وقد تظاهر على ما ذكرته جمل من آيات القرآن الكريمات، والأحاديث الصحيحة النبوية المشهورات، ولا ضرورة إلى الإطناب بذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات».
هذا وقد أثمر النووي في العلم من السنة الأولى، فقد حفظ التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي في نحو أربعة أشهر ونصف، ثم حفظ ربع العبادات من المهذب لأبي إسحاق أيضاً في باقي السنة، وعَرَض حفظه لكتاب التنبيه على محمد بن الحسين بن رزين قاضي القضاة بالديار المصرية، وذلك سنة 650هـ.
ثم إنه كان في أول طلبه للعلم يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً: درسين في الوسيط، وثالثاً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، وخامساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللُّمَع لابن جني في النحو، ودرساً في إصلاح المنطق لابن السكيت في اللغة العربية، ودرساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه تارة في اللمع لأبي إسحاق الشيرازي، وتارة في المنتخب لفخر الدين الرازي، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين. قال النووي : «وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، وإيضاح عبارة، وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي واشتغالي وأعانني عليه».
الفقه
كتاب طبقات الفقهاء الشافعية للإمام تقي الدين بن الصلاح، تهذيب الإمام النووي، تنقيح الإمام المزّي.
أخذ النووي الفقه الشافعي عن كبار علماء عصره، وبفترة وجيزة حفظ الفقه وأتقنه، وعرف قواعده وأصوله، حتى عُرف بذلك بين العامة والخاصة، ولم يمضِ وقت كبير حتى كان عَلَم عصره في حفظه للمذهب، وإتقانه لأقوال علمائه، وأعرفهم بعلم الخلاف، وأحقهم بأن يكون محرر المذهب.
وكان النووي، مع سعة علمه وقوة براهينه، لا يرى الجدال ولا يحب أهله ويعرض عنهم، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : «وكان من سعة علمه عديم النظير، لا يرى الجدال، ولا تعجبه المبالغة في البحث، ويتأذى ممن يجادل ويعرض عنه».
الحديث
يعد كتاب رياض الصالحين للنووي واحداً من أشهر كتب الحديث النبوي الشريف
تميّز النووي عن غيره من المُحَدّثين بأنه فقيه الأمة، وقلما اجتمع لعالم تبحُّرٌ في الفقه وإتقانٌ لعلوم الحديث، يقول ابن العطار : «سمع البخاري ومسلماً وسنن أبي داود والترمذي، وسمع النسائي بقراءته، وموطأ مالك، ومسند الشافعي، ومسند أحمد بن حنبل، والدارمي وأبي عوانة الأسفراييني وأبي يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجة والدارقطني والبيهقي، وشرح السنة للبغوي، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الأنساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب آداب السامع والراوي للخطيب، وأجزاء كثيرة غير ذلك»، يقول ابن العطار : «نقلت ذلك جميعه من خط الشيخ رحمه الله».
كما كان للإمام النووي تلاميذ كثر، قال ابن العطار : «وسمع منه خلق كثير، من العلماء والحفاظ والصدور الرؤساء، وتخرج به خلق كثير من الفقهاء، وسار علمُه وفتاويه في الآفاق، ووقع على دينه وعلمه وزهده وورعه ومعرفته وكرامته الوِفاق»، كما أخذ عنه المحدث أبو العباس أحمد بن فرح الإشبيلي، كان له ميعاد عليه يوم الثلاثاء والسبت، شرح في أحدهما صحيح البخاري وفي الآخر صحيح مسلم. ومنهم أيضاً: الرشيد إسماعيل بن المعلم الحنفي، وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الحنبلي، وأبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي، وغيرهم كثير.
العقيدة
كان النووي كغالبية علماء الشافعية يعتقد بعقيدة الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، إذ إن كتابه «شرح صحيح مسلم» فيه الكثير من العقائد على أصول أهل السنة الأشاعرة، وقد صرح اليافعي وتاج الدين السبكي أنه أشعري، وقال الذهبي في تاريخه: «إن مذهبه في الصفات السمعية السكوت، وإمرارها كما جاءت، وربما تأول قليلاً في شرح مسلم كذا»، قال : «والتأويل كثير في كلامه» وللإمام النووي مؤلف في التوحيد، وهي رسالة سماها المقاصد.
اللغة
كان النووي إماماً في اللغة العربية، ويدل كتاباه «تحرير التنبيه» و«تهذيب الأسماء واللغات» على تمكنه بعلم اللغة تمكناً قل نظيره في نظرائه في عصره، يقول ابن قاضي شهبة في كتابه «طبقات النحاة واللغويين» : «أبو زكريا النووي الفقيه، الحافظ اللغوي، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف المشهورة، كان إماماً في اللغة والنحو، قرأ ذلك على الشيخ جمال الدين بن مالك، ونقل عنه في تصانيفه، وصنف تهذيب الأسماء واللغات، وتركه مسودّة، وهو يدل على تبحره في علم اللغة، وكذلك كتابه التحرير على كتاب التنبيه، فذكرته بسبب ذلك».
محاولة اشتغاله بالطب
قال الإمام النووي : «وخطر لي الاشتغال بعلم الطب، فاشتريت القانون لابن سينا وعزمت على الاشتغال فيه، فأظلم علي قلبي، وبقيت أياماً لا أقدر على الاشتغال بشيء، ففكرت في أمري: من أين دخل علي الداخل؟ فألهمني الله أن الاشتغال بالطب سببه، فبعت في الحال الكتاب المذكور، وأخرجت من بيتي كل ما يتعلق بعلم الطب، فاستنار قلبي ورجع إلي حالي، وعدت لما كنت عليه أولاً».
شيوخه
كان للنووي شيوخ متعددون في كل علم اشتغل به، وخصوصاً علمي الفقه والحديث، فإنهما غاية الغايات من علمه، وبهما كان إمام عصره.
في الفقه
يقول النووي في معرض ذكر شيوخه في الفقه وتسلسلهم إلى إمام مذهبه الإمام الشافعي ثم إلى النبي محمد:
«فأما أنا فأخذت الفقه قراءة وتصحيحاً وسماعاً وشرحاً وتعليقاً عن جماعات، أولهم شيخي الإمام المتفق على علمه وزهده، وورعه وكثرة عبادته، وعظم فضله وتميزه في ذلك على أشكاله، أبو إبراهيم إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي ثم المقدسي رضي الله عنه وأرضاه، وجمع بيني وبينه وبين سائر أحبابنا في دار كرامته مع من اصطفاه. ثم شيخنا أبو محمد عبد الرحمن بن نوح بن محمد بن إبراهيم بن موسى المقدسي ثم الدمشقي، الإمام العارف الزاهد العابد الورع المتقن، مفتي دمشق في وقته رحمه الله. ثم شيخنا أبو حفص عمر بن أسعد بن أبي غالب الربعي الإربلي الإمام المتقن رضي الله عنه. ثم شيخنا أبو الحسن سلّار بن الحسن الإربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي، المجمع على إمامته وجلالته وتقدمه في علم المذهب على أهل عصره بهذه النواحي رضي الله عنه».
في الحديث
من شيوخ النووي في الحديث: إبراهيم بن عيسى المرادي الأندلسي ثم المصري ثم الدمشقي، قال النووي : «صحبته نحو عشر سنين، لم أرَ منه شيئاً يُكره». ومنهم: أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مضر الواسطي، ومنه سمع جميع صحيح مسلم بن الحجاج. ومنهم: الشيخ زين الدين أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعد النابلسي، والرضي بن البرهان، وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي، وزين الدين أبو العباس بن عبد الدائم المقدسي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، يقول ابن العطار : «وهو أجل شيوخه». ومنهم أيضاً: قاضي القضاة عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الحرستاني خطيب دمشق، وتقي الدين أبو محمد إسماعيل بن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي يسر التنوخي، وغيرهم.
في أصول الفقه
يقول ابن العطار : «قرأ (يعني علم الأصول) على جماعة، أشهرهم وأجلهم العلامة القاضي أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر بن علي بن محمد التفليسي الشافعي رحمه الله، قرأ عليه المنتخب للإمام فخر الدين الرازي، وقطعة من كتاب المستصفى للغزالي، وقرأ غيرهما من الكتب على غيره».
في النحو واللغة
قرأ النووي النحو على الشيخ أحمد بن سالم المصري، إذ قرأ عليه كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت بحثاً، وكذا كتاباً في التصريف. وقرأ على ابن مالك كتاباً من تصنيفه وعلق عليه شيئاً، وقرأ على الفخر المالكي كتاب اللمع لابن جني.
رئاسة دار الحديث الأشرفية
تعد دار الحديث الأشرفية أشهر دار في بلاد الشام لعلم الحديث، وقد فتحها الملك الأيوبي الأشرف مظفر الدين موسى بن محمد العادل في ليلة النصف من شعبان سنة 630هـ، وجعل شيخها تقي الدين بن الصلاح، ووقف عليها الملك الأشرف الأوقاف، وجعل بها نعل النبي محمد، ومن شرط واقفها في الشيخ أنه إذا اجتمع من فيه الرواية ومن فيه الدراية قُدّم من فيه الرواية، وظاهرٌ أن من اجتمع فيه الرواية والدراية أولى بمشيختها ممن فيه إحداهما، والمتعارف عليه ألا يلي مشيختها إلا عظيم وقته بالعلم وخصوصاً علمَ الحديث، ومن لُقب بشيخ دار الحديث فقد نال في العلم أجلَّ الألقاب.
والظاهر أن النووي لم يطلب رئاسة دار الحديث، بل دفعها عنه، ولم يقبلها إلا بعد جهد، ويدل على ذلك ما كتبه في رسالة لابن النجار حين هدده هذا بإقالته منها قال : «أوما علمتَ لو أنصفتَ كيف كان ابتداءً أمرها؟ أوما كنتَ حاضراً مشاهداً أخذي لها؟». يقول قطب الدين اليونيني : «ونشر بها (أي النووي) علماً جماً، وأفاد الطلبة»، وقال : «والذي أظهره وقدمه على أقرانه ومن هو أفقه منه: كثرة زهده في الدنيا، وعظم ديانته وورعه، وليس فيمن اشتغل عليه من يلتحق به».
وقُرئ عليه صحيحا البخاري ومسلم بدار الحديث الأشرفية سماعاً وبحثاً، وقرئ عليه الرسالة للقشيري، وصفة الصفوة، وكتاب الحجة على تارك المحجة لنصر المقدسي بحثاً وسماعاً، يقول ابن العطار : «وحضرت معظم ذلك، وعلقت عنه أشياء في ذلك وغيره، فرحمه الله ورضي عنه». وقال تاج الدين السبكي: قال والدي : «إنه ما دخلها (أي دار الحديث الأشرفية) أحفظ من المزي، ولا أورع من النووي وابن الصلاح»، وقال تاج الدين أيضاً : «ودرّس (أي النووي) بدار الحديث الأشرفية وغيرها ولم يتناول فلساً واحدًا.
وفاته
في الثلث الأخير من ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من رجب، سنة ست وسبعين وستمائة، توفي الإمام النووي، يقول التاج السبكي : «لما مات النووي بنوى ارتجت دمشق وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفاً شديداً، وأحيوا ليالي كثيرة لسنته».
وقال ابن العطار : «... فسار إلى نوى وزار القدس والخليل عليه السلام، ثم عاد إلى نوى، ومرض عقب زيارته لها في بيت والده، فبلغني مرضه فذهبت من دمشق لعيادته، ففرح رحمه الله بذلك، ثم قال لي : «ارجع إلى أهلك»، وودعته وقد أشرف على العافية يوم السبت العشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة، ثم توفي في ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من رجب، فبينا أنا نائم تلك الليلة إذا منادٍ ينادي على سدة جامع دمشق في يوم جمعة : «الصلاة على الشيخ ركن الدين الموقع»، فصاح الناس لذلك النداء، فاستيقظت فقلت : «إنا لله وإنا إليه راجعون»، فلم يكن إلا ليلة الجمعة عشية الخميس إذ جاء الخبر بموته رحمه الله، فنودي يوم الجمعة عقب الصلاة بموته، وصلي عليه بجامع دمشق، فتأسف المسلمون عليه تأسفاً بليغاً، الخاص والعام، والمادح والذام».
ودُفن الإمام النووي في قريته نوى، وقبره ظاهر يُزار. ومما أُثر من خبره أنه لما دنا أجله ردّ الكتب المستعارة عنده من الأوقاف جميعها. قال قطب الدين اليونيني : «ولما وصل الخبر بوفاته لدمشق، توجه قاضي القضاة عز الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة على قبره»، قال : «وكان يسأل أن يموت بأرض فلسطين، فاستجاب الله تعالى منه».
الأذكار من كلام سيد الأبرار
تاريخ التأليف: السابع الهجرى
كتاب جمع فيه الإمام النووي الأذكار والأوراد والأدعية المنتخبة من حديث النبى ، وأكثرها مروي من الكتب الستة : البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي ومحمد بن ماجة، ويذكر الإمام النووي الكتاب الذي أخذ منه الحديث والصحابي راوي الحديث أيضا
منهاج الطالبين وعمدة المفتين
تاريخ التأليف: السابع الهجرى
كتاب من أجل مصنفات الإمام النووي، فهو عمدة المفتين ووجهة المستفتين على المذهب الشافعي؛ وذلك لمتانة عبارته وغزارة مادته وتمام إفادته، فقد اعتمد مصنفه في استقاء مادته على المعتمد كما قال: "وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله من التصنيف من المبسوطات والمختصرات، وأتقن مختصر "المحرر" للإمام أبي القاسم الرافعيرحمه الله تعالى ذي التحقيقات، وهو كثير الفوائد عمدة في تحقيق المذهب معتمد للمفتي وغيره من أولى الرغبات"، ثم قال: "فرأيت اختصاره في نحو نصف حجمه؛ ليسهل حفظه مع ما أضمه إليه إن شاء الله تعالى من النفائس المستجادات
بستان العارفين
تاريخ التأليف: القرن السابع الهجري
بستان العارفين، كتاب للإمام يحيى بن شرف النووي في التصوف، والرقائق والزهديات، يذكر فيه مؤلفه جملاً من آيات القرآن، والأحاديث النبوية، وأقاويل العلماء من الحكايات والأشعار الزهديات، ويبين غالباً صحة الأحاديث وحُسْنها وحال رواتها، وبيان ما قد يخفى ويُشكل من معانيها، ويضبط ما يحتاج إلى تقييد.
أضف تعليقك