الإمام المتكلم أثير الدين الأبهري المتوفى سنة 633هـ
اسمه:
هو الشيخ الإمام أثير
الدين المفضل بن عمر بن المفضل الأبهري السمرقندي الحكيم، الفيلسوف، الرياضي، المنطقي،
عالم الفلك، والأبهري نسبة إلى أبهر، وهي مدينة فارسية قديمة بين قزوين وزنجان.
نشأته:
عاش في الموصل ثم انتقل
إلى أربيل سنة 626هـ/1228م. كان تلميذاً لعالم نال شهرة عظيمة، هو كمال الدين موسى
بن يونس بن محمد بن منعة وقد قال عنه «ليس بين العلماء من يماثل كمال الدين». وكان
من خاصة الأمير محيي الدين بن الصاحب شمس الدين الجزري بدمشق (ت:651هـ) بحيث أنه استقبل
بتدبير الأمير محيي الدين بالجزيرة بعد وفاة والده شمس الدين، وكان الأمير محي الدين
فاضلاً محبًّا للفضلاء مقربًا لهم مكرمًا لهم يلازمهم أبدًا، ويتحفونه بالفوائد ويؤلفون
له التصانيف الحسنة، وقد أهداه الشيخ الأبهري بعضًا من مصنفاته
علمه وجهوده العلمية:
كان عالما فاضلا متمكنًا
من علوم المنطق والفلسفة والفلك والرياضة. واشتهر الأبهري باهتمامه بالأزياج الفلكية،
واهتم كذلك بحساب الحركات الفلكية رابطًا بينها وبين الرياضيات، وكان مهتمًّا بآلات
الرصد الفلكية وبخاصة الإسطرلاب فقد كتب رسالة عنه ذكر فيها أنواعه وهدفه وطريقة عمله،
وله كذلك مؤلفات في الرياضيات وله العديد من الرسائل في المنطق والجدل. وللأبهري في
الهندسة مقالة في البرهان على صحة حل كمال الدين بإنشاء مربع يكافئ قطعة دائرة، ومقالة
هندسية أخرى وجدت في مكتبة بلمبتون بجامعة كولومبيا، تشير إلى أن الأبهري حاول إثبات
موضوعة التوازي لإقليدس. ويمتاز البرهان الذي قدّمه الأبهري بالإبداع الأصيل والتفكير
العميق، إذ لم يسبق لأحد قبل الأبهري أن لاحظ الفكرة المبدعة التي استخدمها في البرهان،
وهي أن العمود المقام على منصف زاوية يلاقي ضلعيها. وقد أضافت هذه الملاحظة مكافئاً
جديداً لموضوعة إقليدس. ونشر أحد الرياضيين الإنكليز برهاناً لموضوعة إقليدس هذه في
«مجلة الرياضيات البحتة والتطبيقية» عام 1898م، أي بعد الأبهري بنحو 700 سنة، وجاء
برهانه مطابقاً تماماً لبرهان الأبهري، وربما يكون اطلع على برهانه. ويشار هنا إلى
أنه ثبت في عام 1846م عدم إمكان برهنة الموضوعة الخامسة لإقليدس، كما يُذكر أن النقص
في برهان الأبهري هو في الانتقال من عبارته الصحيحة «لايوجد عمود أخير يقطع ضلعي الزاوية»
إلى العبارة «إن جميع الأعمدة على منصف الزاوية تقطع ضلعي الزاوية». ويشار هنا إلى
أنه لمّا كانت مجموعتا الأعمدة التي تقطع تكوّن قطعاً من نوع قطع ديَدكِند فيوجد إذن
عمود أول لايقطع الضلعين. وهذاما تحقق فعلياً في أفكار الهندسة اللاإقليدية.
شيوخه:
1-
الشيخ قطب الدين إبراهيم
المصري. قرأ عليه الإشارات والتنبيهات لابن سينا وغيرها.
2- الإمام أبو الفتح كمال الدين موسى بن أبي الفضل
يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد الموصلي الفقيه الشافعي (551-639هـ) وكان أوحد
زمانه في جملة من الفنون، قرأ عليه المجسطي وغيره وأخذ عنه علمًا جمًّا، وكان يقول
عنه: والله ما دخل إلى بغداد مثله، يقول ابن خلكان: جاءنا الشيخ أثير الدين المفضل
بن عمر بن المفضل الأبهري -صاحب التعليقة في الخلاف والزيج والتصانيف المشهورة- من
الموصل إلى أربيل في سنة 626 هجري وقبلها في سنة 625 هجري، ونزل بدار الحديث، وكنت
اشتغل عليه بشيء من الخلاف، فبينما أنا يومًا عنده إذ دخل عليه بعض فقهاء بغداد، وكان
فاضلاً، فتجاريا في الحديث زمانًا، وجرى ذكر الشيخ كمال الدين في أثناء الحديث، فقال
له الأثير: لما حج الشيخ كمال الدين ودخل بغداد كنت هناك؟ فقال: نعم، فقال: كيف كان
إقبال الديوان العزيز عليه؟ فقال ذلك الفقيه: ما أنصفوه على قدر استحقاقه، فقال الأثير:
ما هذا إلا عجب، والله ما دخل إلى بغداد مثل الشيخ، فاستعظمت منه هذا الكلام، وقلت
له: يا كيف تقول هكذا؟! فقال: يا ولدي ما دخل إلى بغداد مثل أبي حامد الغزالي، ووالله
ما بينه وبين الشيخ نسبة وكان الأثير الأبهري يجلس بين يديه يقرأ عليه، والناس يوم
ذاك يشتغلون في تصانيف الأثير. وكان يقول: ما تركت بلادي وقصدت الموصل إلا للاشتغال
على الشيخ كمال الدين.
تلاميذه:
1- الشيخ الإمام العالم
الأصولي المتكلم القاضي شمس الدين أبو عبد الله الأصفهاني محمد بن محمود بن محمد بن
عباد العجلي شارح المحصول (610-688هـ) ذهب إلى بلاد الروم إلى الشيخ أثير الدين الأبهري
فأخذ عنه الجدل والحكمة وتوفي في القاهرة
2- أبو عبد الله زكريا
بن محمد بن محمود القزويني (605-682هـ) صاحب عجائب المخلوقات وآثار البلاد وغيرهما
3- قاضي القضاة شمس الدين
أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خلكان الإربلي الشافعي (608-681هـ) صاحب وفيات
الأعيان.
مؤلفاته:
1- هداية الحكمة في الطبيعة
والحكمة والمنطق، وقد ذكر المستشرق كارلو نللينو الباحث في تاريخ الفلك العربي أن الأبهري
في كتابه: هداية الحكمة يبحث في حركة الكواكب والنجوم وطبيعة الأفلاك، وأن هذا الكتاب
من الكتب الهامة في الفلك والتي لا نستطيع دراسة تاريخ علم الفلك بدون ذكرها. طبع في
لكنو بالهند عام 1845م مع شرح عليه لمعين الدين الميذي. وطبع أيضًا في لكنو عام
1287هـ. وقد كتب كثير من العلماء عليه جملة من الشروح والحواشي
2- تنزيل الأفكار في
تعديل الأسرار في المنطق، قصد فيه تحرير ما أدَّى إليه فكره واستقر عليه رأيه من القوانين
المنطقية والحكمية ذاكرًا فيه ما سنح له من الرد والقبول.
3- متن إيساغوجي في المنطق.
4- تهذيب النكت (مخطوط)
5- درايات الأفلاك (مخطوط)
6- الزيج الشامل. ويعرف
بالزيج الأثيري، وله عدة أزياج ذكرها في رسائل له هي: الزيج المقنن، والزيج الاختياري،
والزيج المخلص. كلها مخطوطة
7- المجسطي في الهيئة.
8- القول في حساب الحركات
الفلكية.
9- غاية الإدراك في دراية
الأفلاك.
10- رسالة في علم الإسطرلاب.
11- الاحتساب في علم
الحساب.
12- رسالة في بركار المقطوع،
تأثر فيها برسالة شيخه كمال الدين بن يونس في هذا الأمر.
13- إصلاح كتاب الاسطقسات
في الهندسة لإقليدس.
14- كشف الحقائق في تحرير
الدقائق في المنطق.
15- تلخيص الحقائق.
16- الإشارات.
وفاته:
توفي الشيخ أثير الدين
الأبهري إلى رحمة الله سنة 663هـ الموافق 1264م.
متن إيساغوجي
تاريخ التأليف: القرن السابع الهجري
متن إيساغوجي في علم المنطق للعلامة أثير الدين الأبهري المتوفى 686هـ هو متن في علم المنطق يتناول شرح الكليات الخمس المعروفة بشرح مختصر وافٍ.
أضف تعليقك