الإمام العلامة شيخ الجامع الأزهر الشيخ حسن القويسني المتوفى 1254هـ
اسمه:
برهان الدين حسن بن
درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني.
الميلاد:
ولد في مدينة
قويسنا، محافظة المنوفية، ونُسِبَ إليها.
نشأته ومراحل
تعليمه:
كان الإمام الشيخ
حسن القويسني - رحمه الله - كفيف البصر، ولم تأت لنا كتب التراجم بأي شيء عن نشأته
ومراحل تعليمه، وأنه اشتهر باسم البرهان القويسني الشافعي.
تلاميذه:
تخرج على يد الإمام
الشيخ القويسني - رحمه الله - كثير من أعلام العلماء من أشهرهم: الشيخ إبراهيم
الباجوري، والسيد مصطفى الذهبي، والشيخ محمد البناني، ومن ألمع تلاميذه رفاعة
الطهطاوي حيث درَّس له جمع الجوامع في أصول الفقه، ومشارق الأنوار في الحديث.
وممن تتلمذ عليه
حفيده الشيخ حسن القويسني شيخ رواق ابن معمر وأحد مدرسي الأزهر، سنة 1299هـ ودفن
مع جده على باب ضريح الشيخ البيومي.
أخلاقه ومنزلته:
كان الإمام الشيخ
حسن القويسني -رحمه الله- عالما، تقيًّا، مدققًا، محققًا، ورعًا، زاهدًا، متصوفًا،
مهيبًا، وقورًا، عزيزَ النفس، ذكر صاحب كتاب كنز الجوهر أنه: «كان رحمه الله من
شرف النفس وعلو الهمة بمكان حتى محمد علي باشا أحبَّ أن يُنْعِمَ عليه بشيء من
الدنيا فأبت نفسه ذلك..... واستغرقته الصوفية حتى كانت له أحيانًا شطحات لا
يستسيغها غير الصوفية، ومن المعروف أن الإنسان إذا طغت مشاعره فإنه لا يحس غيره
ولا يشعر بسواه، فيتصرف تبعًا لما تمليه وتستغرقه محبته، فيذهلون عن الدنيا وما
فيها من ظواهر مادية زائلة فيتصرفون وينطقون بما لا يسيغه غيرهم، مما يسمونه
الشطحات الصوفية أو الجذب، وكان الشيخ الإمام تعتريه هذه النوبات أحيانًا فيحدث منه
ما لا يتسق ومنصبه الكبير، ولكن سرعان ما يثوب إلى حالته الطبيعية فيكون أتم ما
يكون عقلا وأحسن ما يكون جلالا وتصونًا، قال صاحب كنز الجوهر: «وكان إذا جاء وقت
درسه أفاق وقرأ درسه، ولم يزل على حاله إلى أن توفي سنة 1254هـ».
ونذكر هنا موقفًا
حدث بينه وبين الشيخ الأمير يدل على سموِّ أخلاق العلماء، فقد ذكر الشيخ محمد
سليمان في كتابه «من أخلاق العلماء» ص39 نقلا عن شيخه المرحوم الشيخ عبد المجيد
اللبان أنه كانت هناك جفوة بين الشيخ الإمام والشيخ الأمير، وبلغت الجفوة الحاكم،
وكان الشيخ الأمير عنده فسأله عن الجفوة وأخبَرَه أن الشيخ القويسني حدَّثه عنها،
فقال الشيخ الأمير: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدَّثك بشيء من
هذا، وأثنى على الشيخ القويسني ثناء جَمًّا، ولما انصرف من عند الحاكم ذهب إلى دار
الشيخ القويسني وحدثه بما قاله الحاكم وما أجابه به، فقال له الإمام: صدقت في
ظَنِّك، ما قلتُ للحاكم شيئًا، فقال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون ما بينهم
في خاصتهم، وأما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف والخير، وإمساكًا على عروة
الإسلام، وحفظًا لكرامة العلم - وزال بهذا ما بينهما من جفاء.
مؤلفاته:
- شرح السلم المنورق
لعبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري من علماء القرن العاشر الهجري، والسلم مطبوع.
أما الشرح فتوجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب رقم (2869)، (4114).
- سند القويسني: قال
في أوله: أخذت صحيح البخاري عن الإمام الفاضل الهمام الشيخ عبد الله الشرقاوي عن
الشيخ الرحالة، منه نسخة خطية بدار الكتب رقم (23126ب).
- رسالة في المواريث
(في الفقه).
ولايته للمشيخة:
بعد أن توفي الإمام
الشيخ حسن العطار - رحمه الله - تقلَّد المشيخة شيخ الإسلام البرهان القويسني
الشافعي سنة 1250 هـ وبقي بها حتى وفاته.
وفاته:
توفي الإمام الشيخ حسن
القويسني - رحمه الله - سنة 1254هـ في القاهرة، ودفن بمسجد الشيخ علي البيومي
بالحسينية بالقاهرة.
أضف تعليقك