هو مسعود
بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن أبي سعيد الغازي التفتازاني.
الفقيه
المتكلم النظار الأصولي الأشعري النحوي البلاغي المنطقي.
ولد بقرية تفتازان من مدينة نسا في خراسان في
صفر سنة 722 هـ في أسرة عريقة في العلم حيث كان أبوه عالماً وقاضياً وكذا كان جده
ووالد جده من العلماء.
كان
السعد التفتازاني إماما من أئمة التحقيق والتدقيق فقد انتهت إليه رئاسة العلم في
المشرق في زمنه وفاق الأقران.
وبرز في النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان
والأصول والتفسير وعلم الكلام وغيرها من العلوم، وكان يفتي بالمذهبين الشافعي والحنفي .
وانتهت
إليه رياسة الحنفية في زمانه حتى ولي قضاء الحنفية وانتفع الناس بعلمه وتصانيفه،
وكان مُلمًّا بالفارسية أيضًا وله نظم جيد باللغتين.
مؤلفاته:
ألف
كتبًا كثيرة تدل على علو كعبه وغزير علمه حتى غدت كتبه في علم الكلام والأصول
والمنطق والبلاغة مرجع الباحثين ومنتهى طلب المتخصصين وأضحت هي كتب الدرس في جل
المعاهد والمدارس العلمية، فاشتهرت تصانيفه في الأرض وانتشرت بالطول والعرض، ومن
أهم مصنفاته:
شرح
تصريف الزنجاني.
الشرح
المطول على تلخيص المفتاح. ويعرف بـ"المطول" وهو شرح على كتاب
"تلخيص المفتاح" لجلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني
(ت:739هـ)
التلويح
إلى كشف حقائق التنقيح. وهو حاشية على كتاب التوضيح شرح متن التنقيح وكلا الشرح
والمتن لصدر الشريعة عبد الله بن مسعود المحبوبي (ت:747هـ)
المفتاح.
وهو في فروع الشافعية ويسمى أيضًا "مفتاح الفقه" وقد شرع فيه بسرخس سنة
782هـ على الأرجح ، وتوفي قبل إتمامه فأتمه حفيده يحيى بن محمد بن السعد
مختصر
شرح تلخيص الجامع الكبير. والجامع الكبير في الفروع ألفه محمد بن الحسن الشيباني
(ت:187هـ) ولخصه جملة من العلماء منهم كمال الدين محمد الخلاطي (ت:652هـ)
شرح
العقائد النسفية. وهو شرح على متن العقائد الذي وضعه الإمام نجم الدين أبو حفص عمر
بن محمد النسفي (ت:537هـ) والذي تعددت شروحه إلا أن شرح السعد هو أعظمها شهرة
وأكثرها قبولا واهتمامًا وعناية من العلماء.
المقاصد.
وهو متن مختصر في علم الكلام متين العبارة جيد السبك.
شرح
المقاصد. وهو شرح على المتن السابق، وقد فرغ السعد من المتن وشرحه بسمرقند في ذي
القعدة سنة 784هـ، وهو من أعظم كتب علم الكلام على الإطلاق إلا أن أسلوبه يميل إلى
الصعوبة.
وفاته
انتقل
الإمام إلى رحمة ربه يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم.
واختلف في سنة وفاته والمرجح أنها 791هـ أو
792هـ الموافق 17 من يناير عام 1390م في سمرقند ودفن بها ثم نقل إلى سرخس فدفن بها
يوم الأربعاء التاسع من جمادى الأولى من نفس السنة.
وقد
كتب على صندوق ضريحه: "ألا أيها الزوار زوروا وسلموا على روضة الإمام المحقق
والحبر المدقق، سلطان العلماء المصنفين، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، معدل ميزان
المعقول والمنقول، منقح أغصان الفروع والأصول، ختم المجتهدين أبي سعيد سعد الحق
والدين مسعود القاضي الإمام مقتدى الأنام ابن عمر المولى المعظم أقضى قضاة العالم
برهان الملة والدين ابن الإمام الرباني العالم الصمداني مفتي الفريقين الجامعين،
سلطان العارفين قطب الواصلين شمس الحق والدين الغازي التفتازاني قدس الله أرواحهم
وأنزل في فراديس الجنان أشباحهم".
رحمه
الله تعالى وجزاه خيراً.
أضف تعليقك