الإمام أبو القاسم الحريري البصري ت 516هـ
اسمه
أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الحرامي أديب من أدباء البصرة، من أكبر أدباء العرب، وصاحب مقامات الحريري.
لم يبلغ كتاب من كتب الأدب في العربية ما بلغته مقامات الحريري من بُعد الصيت واستطارة الشهرة، ولم يكد الحريري ينتهي من إنشائها حتى أقبل الوراقون في بغداد على كتابتها، وتسابق العلماء على قراءتها عليه، وذكروا أنه وقَّع بخطه في عدة شهور من سنة 514هـ، على سبعمائة نسخة، وبلغ من شهرتها في حياة الحريري أن أقبل من الأندلس فريق من علمائها لقراءة المقامات عليه، ثم عادوا إلى بلادهم حيث تلقاها عنهم العلماء والأدباء، وتناولوها رواية وحفظًا ومدارسة وشرحًا.
حياته
ولد بالمشان، وهي من ضواحي مدينة البصرة سنة 446 هـ، ولما شبَّ عن الطوق رحل إلى البصرة، وسكن في محلة بني حرام، وهي قبيلة عربية كانت تسكن البصرة، وتأدب بها، واتصل علي بن فضال المجاشعي، فقرأ عليه العربية، ودرس الفقه على أبي إسحاق الشيرازي، كما سمع الحديث من عدد غير قليل من الحفاظ والمحدثين.
وكان الحريري من ذوي الغنى واليسار إلى جانب علمه الواسع، وتمكنه من فنون العربية، وكان له بقريته «المشان» ضيعة كبيرة مليئة بالنخل، وكان له بالبصرة منزل يقصده العلماء والأدباء وطالبو العلم، يقرءون عليه ويفيدون من علمه.
وكان الحريري مفرطًا في الذكاء، آية في الحفظ وسرعة البديهة، غاية في الفطنة والفهم، فما كاد يفرغ من تلقيه العلم حتى جذب الأنظار إليه، وعُين في ديوان الخلافة في منصب «صاحب الخبر»، وهي وظيفة تشبه هيئة الاستعلامات في عصرنا، ولا يُعرف على وجه اليقين متى تقلدها، لكنه ظل بها إلى أن تُوفي.
عناية العلماء بمقامات الحريري
حظيت مقامات الحريري منذ أن ألفها الحريري باهتمام العلماء فأقبلوا عليها يشرحونها، لما زخرت به من الألفاظ والأمثال والأحاجي والألغاز، والمسائل النحوية والبلاغية، وقد أحصى "حاجي خليفة" صاحب كتاب "كشف الظنون" أكثر من خمسة وثلاثين شارحًا، منهم:
محمد بن علي بن عبد الله الحلي.
محمد بن محمد المكي الصقلي المعروف بابن ظفر.
أبو المظفر محمد بن أسعد المعروف بابن حكيم.
عبد الله بن الحسين العكبري.
أحمد بن عبد المؤمن من موسى الشريشي.
رسائل ومؤلفات
كان للحريري رسائل أدبية إلى جانب مقاماته، لم تحتفظ بها يد الزمن، فضاعت مع ما ضاع من التراث الإسلامي الضخم ، ولكن احتفظ بعض الكتب القديمة ببعض رسائله، وقد سجّل «ياقوت الحموي» في معجم الأدباء رسالتين اشتهرتا في عصر الحريري والعصور التي تلته، إحداهما عرفت بالسينية ؛ لأن كلماتها جميعًا لا تخلو من السين، والأخرى اشتهرت بالشينية، لالتزام كلماتها بإيراد حرف الشين.
وللحريري غير المقامات والرسائل ما يأتي:
درة الغواص في أوهام الخواص، بيّن فيه أغلاط الكتاب فيما يستعملونه من الألفاظ بغير معناها في غير موضعها، وقد طُبع في مصر.
وملحة الأعراب في صناعة الإعراب، وهي أرجوزة شعرية وقد طُبعت في باريس وبيروت والقاهرة.
أبناؤه
ذكر الذهبي أن الحريريّ خلّف ابنَيْن:
نجم الدين عبد الله.
ضياء الإسلام عُبَيْد الله، قاضي البصرة.
وفاته
ظل الحريري في البصرة موضع تقدير أهل العلم، وجاء وضعه للمقامات فارتفعت منزلته وازدادت مكانته حتى توفي في 6 رجب 516 هـ/11 سبتمبر 1122م.
ملحة الإعراب
تاريخ التأليف: القرن السادس الهجرى
تعد الملحه من اوئل متون النحو وعدد ابياتها (374) بيت وتتميز بسهولة العبارة وكثرة الأمثلة
أضف تعليقك